الأحد، 2 نوفمبر 2014

هي.... الحبيبة....//. امي//

هي الحبيبة ولأنني لا أدرك على وجه التحديد مدى انغراسها في أنسجتي،وانطعاني بآدميتها لا أتخيلها تخرج مني، حتى وإن غادرت الدنيا من بابها الخلفي. أكذب إن زعمت أني أعرف أين كانت مني وكم التبست بي حتى صرتها وصارتني. أحاول أن اصدق، وأتوهم ربما، أنهاانتقلت إلى " هناك " وتركتني أتلظى بلوعة فقدها " هنا ". وبالتأكيد، سأحتاج لوقت طويل لأضبط مواقيتي على دقات أخرى لا تشبه أنينها ولهاثها. ستنتهي الأيام لتطمر صدى الذكريات،أعرف هذا، فالزمن جراح عظيم، ولكن ذلك لن يكون أكثر من ضباب رخيم، يمكن أن يندمل بمجرد أن أنفرد بنفسي. عندي يقين شعوري بهذا، فبعد أربعين يوما حزينة وبطيئة بدونها،بعد غيبوبة دامت سنة كاملة لم أجرؤ على تحريك قنينة عطر عن موضعها، ولاالعبث بفرشاة أسنان منسية في غفلتها، ولا النظر خلسة لقميص خاص لها، حتى التدحرج على الجانب الآخر من سرير . أعانده لئلا أرتطم بفراغ سادي يلوح لي بغيابها. الحياة الآن تتكثّف، وشعوري يتحشد بشكل ممض، حين استعيد - على غير إرادة مني - سيرة أول دمعة تدحرجت حتى صارت بحيرة أوجاع. لا أستطيع أن أعي تلويحـاتها الأخيرة، بالارتماءفي مطلع الألفية الثالثة. يومها كان الناس يحتفلون بالقرن الجديد . يومها خرجنا وهي تحدثني عن وجبة غذاء سنتناولها معاً بمجرد عودتنا من المستشفى. أصرت على حمل حقيبة عملها لكي تكمل يومها في مكتبها لم تكن تعلم أنها لن تعود إلى البيت، وأن الحقيبة المعبأة بأحلام المظلومين ستتوئمها بحقيبة أخرى من أجل إقامة في العيادة تحت المراقبةالطبيةالصارمة . وسنبدأ معاً رحلة وعرة من الأحزان والآلام نؤرخ فيها حياتنا ة منذ تلك اللحظة صار " السرير الأبيض " هو المكان الذي نراها فيه، ولم تعد غرفة نوم أكثر من محطة لعلاج لجسدهاالنحيل،وفكري القلق على توءم الروح مرّة هي الحياة ... ومتوحشة عندما تتأمل من تحب أمامك يتوسل بعينيه،يبلغك رسائله. أحببت بعض هذا الألم لأنه أتاح لنا فرصةاحب اقوى، وأثبت أنه الوقود الحقيقي للمشاعرالإنسانية. حينها عرفت أن " الحب " يحتاج إلى الكثير من الأوجاع ليرتوي، وأن معنى الحياة الأعمق لا يتولد إلا على حافة العذاب. وجاءت اللحظةالحاسمة . خرجت الممرضة تسبقها نظرة حزن وعلمت ان القدر قد غير رأيه،فاضت روح الحبيبة. هكذا تجرع قلبي قبل بصري قراءة تقارير طبية ترتعد منها الفرائص. تقارير تفصيلية متوحشة تحدثني بتجريد بارد عن أسباب الوفاة ، ا،يشاركني رواءها وفتنتها وجسدا طالما دبت بين أحضانه حنانا وسخاءيبادلني فرحا بفرحا حزنا بحزن احلام متمنيات... مرّة هي الأيام .. ومرعبة، حين تساكن كائنا ميتا يتوجسه الموت في كل الأوقات ويترقبه من كل الزوايا،ولا أحد يعلم أو يستشعرالأمر. لم تشك يوما من ألم ،حتى أنها لم تتوقف يوماعن خوفها علي ونصائحها ونظراتها الحنونة.تحب اان تراني كل الاوقات - اريد أن أملأالنفس والعين بطريق تمرين بها. لن اجد حبا مثله. هكذا احببتها ،فما تذوقت يوما من كلماتهاغير جمال اللفظ وعمق المعنى وصدق الاحساس وتوق الرغبة بما هو أقوى وامتع سنين مرت عشتهاحاضنة لملابسها  ،- – حياتي طفولية عشتها في لحظة براءة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق