الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

تلك التفاصيل الصغيرة .. ..وإشكالية الواقع !

أسدلت الستائر وأشعلت الموسيقى تلك .. اختارت أكثر الأوراق رقةً وقابلية للبوح .. غلّفتها بنثرات عطرية تشبهها .. استلّت القلم .. جلست إلى مكتبتها وأخذت نفساً عميقاً .. اليوم هي ستكف عن أن تكون أُخرى .. ستنزع القناع وتدوسه بقدميها ثم سترميه بعيداً .. اليوم ستسمح لنفسها بأن تكون ساذجة .. مجنونة .. موهومة ربما .. هي فقط تريد لحظة صدق .. هي ستثبت له أنّها أكثر شجاعة .. أكثر شفافية ..
بدأت بمعابثة الورقة قائلةً :  إلى .. (لن أقول .. ؟.. هذه المرة ).. إلى .. إلى .. إليك .. هكذا حالياً :
 بينما تحاول استحضار الكلمات . تتجسد أمامها أشياء كثيرة من تفاصيلها الصغيرة . لن تسأله الأسئلة المعتادة عن أحواله .. لن تبدأ بالحديث عن تلك الأشياء السخيفة التي اعتادت أن تخفي من خلالها اضطراب روحي .. لن تتظاهر .. ستحدثك عن تفاصيلك الصغيرة التي طاردتها فأتعبتها .. عن صوتك الصبياني الحنون .. عن نظرتك الحاسمة التي لطالما حيّرتها .. ستحدثك عن مراقبتها لك وأنت تقطع الشارع . وأنت تتحدث مع أصدقائك .. وأنت تقف مع اصحابك .. ستحدثك يا سيدي عن //هي // في حضرتك .. عن اضطرابها .اضطراب امة ساذجة تقف أمام صنمها قريبا جداً .. عن شرودها اللإرادي والإرادي الذي لا يطيب إلا على إيقاعات كلماتك .. ستحدثك عن تلك الابتسامات التي تفلت منك احياناوعلى الطريق وأمام اصدقائك كلما زار طيفك خلايايها العصبية .. عن المحاولات البلهاء لتقليد ملامح وجهك ونبرة صوتك في الحديث كلما انفردت في غرفتها .. ستحدثك عن عذابها الأبدي في ذكراك .. كلما احترقت صار لها قلب جديد لا يلبث أن يحترق مجدداً .. ؟
كيف أنت ا ؟ هل لازلت ترفع رأسك لأعلى كلما أردت التأكيد على جملة أثناء الكلام ؟ هل لازلت تكرر المقاطع كثيراً كثيراً كثيراً ؟ هل مازال ذاك السحر الصبياني العابث يتراءى في حركاتك وملامح وجهك عندما تنفعل فيعيدك مراهقاً في السابعة عشرة  لقد كنت لغزها الخاص .سطورتها السرية , معذبها عن طيب خاطر منها .. شماعتها التي تعلق عليها كل كبريائها وطموحاتهاوجنونها .. لقد كنت بطلها أيضاً .. إذا ماذا تقول لك الآن ؟ ماذاتقول ؟ .. ستتجرأ على قولها ..
هذه الرسالة إليك .. حبيبي .. فهي .ت ح ب ك ! . ”

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق