الأحد، 15 فبراير 2015

.....براءة بنكهة الشوكلاطة...

  











جمعت ألعابها ثم وضعتها في المكان المخصص لها .أخذت تنظر إلى نفسها في المرآة, تتكلم مع صورتها كالمجانين .قذفت بهم  في وجه تلك المرآة لِتتهشم صورة البراءة التي كانت تقطن بداخلها ذات يوم
رغماً عنها اغتصبت أحلامها. صودرت خارج الرحم الاجتماعي الذي لا يرحم .أخذت تجوب الشوارع ببطن منتفخ. تعتصرها ألام الجوع هل يعقل أن يكتب عليها التشرد داخل وطنها ؟و لكنها الآن متشردة. عيون الذئاب ترصد خطواتها الواهنة. كم هي متعطشة لتنهش لحمها. احتمت بالدعاء ليظلها الباري برحمته. تظللت بغصن الشجر و شاركت الطير طعامه. نمت بجوار الضوء الذي كانت تخشى أن ينطفئ. فتلتهمها الذئاب في عتمة الليل الموحش. بحثت في حاوية النفاية عن كسرة خبز جافة تسد جوعها فلم تجد شيئًا.لقد ً أُكل من قبل ضحيةٌ أخرى .أنها هناك في المدن المجاورة ينظرون إليهابنظرات كأنها حمم البركان الثائرة على الوأد الجائر لزهور الجنة.. نبض نبض بداخلها بقوة. لم تقوى على تحمل الألم.. أسرعت إلى أقرب مستشفي نظرات متباينة تخترق جسدها النحيل. كأنها الرصاص عندما يخترق الخرق البالية, أعين تباينت في درجاتها . ألحاظ دامعة و أخرى ساخرة و أخرى يلفها العجب و تسكنها الدهشة ! و لكن ما هي الفائدة التي سوف تعود عليها من أصحاب تلك العيون الكفيفة ؟!عند إصدار قرارات حاسمة في تحديد مصير مجهول ؟! و تمضي ساعات طويلة من الألم المتواصل أجهزة كثيرة منتشرة على جسدها الهزيل باستثناء ذالك البالون الذي حجب الهواء عنها تشعر باختناق .الألم يتضاعف. و الأطباء يلتفون حولها. الدماء تغرق المكان ليصاحب ذلك صراخ طفل لا ينقطع .غابت عن العالم و لم  تفق ألا وهي في غرفة أخرى و بجوارها كائن هش نظرت إليه بدهشة الطفلة التي لا تفقه سر وجود ذالك الكائن بجوارها ! قيد لسانها بقيود العادات و التقاليد الجائرة التي كبلتها و قذفت بروحها داخل البركان الثائر على جمال الطبيعة.نظرت إليها كأنها ( بلهاء ) حملت مسؤولية تفوق الاحتمال خلتها لعبة حاولت أن تلعب بها قليلاً لكنها خشيت أن تسقط من يديها ..أرجعتها إلى السرير لتكمل أحلامها الوردية ضحكت و هي تقول لنفسها ما أشبهها لقطط الصغيرة النائمة ماذا سيكون اسمها و أين هي أمها؟ أنهالا تراها داخل هذه الغرفة ؟! دخلوا  واخدوا  الطفلة. شعرت أنها تختطف روحها من جسدها.حاولت أن تقف فلم تستطع. أقعدهاالألم الذي لثََم قواها برباط الدهشة !! الكائن الصغير الذي كان يسرح و يمرح داخل جسمها هي تلك الطفلة. ربما تكون هي الطفلة الأم؟! البرعم الذي أنتج برعماً. فلم يكن له في ظل الوجود جذور ينتسب إليها ..ترى كيف سيتقبلها المجتمع وهي تحمل على كاهلها الغض طفلة ستسهم في إصابتها بإعاقة دائمة في ظل مجتمع مصاب بإعاقة سمعية قديمة ؟! ما أجمل نوافذ الأدب عندما سردت قصة العذراء التي تكلم طفلها في المهد..... لكن زمن المعجزات انتهي ستتركها وتهرب. لكن قلبها لم يطاوعها أن تتركها تعيش في عالم مجهول.. ربما يكون الحل الوحيد هو الانتحار قبل أن يعلق لها والطفلة حبل المشنقة من قبل أقوال المجتمع الطاحن الذي لا يرحم ..لن يفكر أحد في ضعفها الناس دائماً يحكمون على الظاهر و لا يحاولون تلمس لب الحقيقة المرة ,يكفيهم أن يعرفوا القشور ليلوك تلك القصة بين أسنانهم ذات الأفواه الكبيرة الباعثة على روائح كريهة لسنوات . لقد قررت أن تختفي عن الأنظار قبل أ ن تسقى من مرارة الحياة ما لا طاقة لها به.. دخلو و نظروا إليها برحمة لم تحسها مع أقرب الناس استدلت الستائر. أطفأت الأنوار.حجبت الأصوات عن مسامعها فاضت روحها جراء خطأ طبي أمضت سنوات و هي تعاني آلاما لا تحتمل حيث خلفت داخل أحشائها قطنه طبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق