السبت، 14 فبراير 2015

....مجرد فكرة...







يتقدم بخطى وتيدة من ذلك السور الحديدى الذى يفصل الجسر عن النهر
كان فاقد التركيز لم يكن يميز الأرض التى يسير عليها
لكنه رغم ذلك تسلق السور الحديدى ووقف عليه مشرعا ذراعيه
ثم فى لحظة كان جسده يقطع تلك المسافة الفاصلة بين السور والنهر
فى تلك اللحظة أجتاحه أحساس ما بين التحرر وأنسلال الروح من الجسد
ثم كان الأرتطام بالماء وأنتفاض الجسد كله والروح تشهق وكأنها تدخراخر نسمات الهواء
أنقطاع للضوء وأنخراص للأصوات إلا من خرير الماء الذى يصارعه الجسد
ضربات متلاحقة من الذراعين والساقين للماء فى محاولة غير منطقية للتشبث بحياة يريد الفرار منها.
محاولات مستميتة لفتح العينين دون جدوى تصاحبه أختناق فى الروح وشعور بالعجز
يتسلل الوهن إلى الساقين والذراعين ويغمرهما الألم فتتوقفان عن الحركة
ينجح أخيرا فى فتح جفنيه ويرى بصيص من الضوء
يشعر بثقل فى مؤخرة الرأس وفقد للأتزان والتركيز
ينهض من سريره مترنحا يستعين بالحائط لكى لا يسقط
يخرج إلى الشارع ويتجه إلى ذلك الجسر المطل على النهر
يقترب من السور الحديدى ويلقى نظرة إلى صفحة الماء الغائمة
يسير مبتعدا متوجها إلى الشارع فهو لا يملك تلك الشجاعة بعد لأتخاذ ذلك القرار
يلقى بنفسه فى نهر الحياة ليكتشف أنها أشد أيلاما و أكثر قسوة./.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق