الاثنين، 23 فبراير 2015

......شضايا البوح....





ضوء النهار ساطع بدون شمس، وصراخ بداخلها يحتج في صمت وسكون يتكسر في الفراغ. كنت أرقبها. يظهر من ملامحها أنها تكابد ما لا أعرفه وتؤثر عدم البوح به. غادرت شقتها الصغيرة تخطو ململمة خطواتها على تلك الرمال من الثلوج. يداها في جيبي معطفها الأسود، مرتفع الياقة.  تمشي نحو مركز المدينة،  عمارات، مداخل عريضة، محطات ، مقاعد الحدائق العامة، صوت سيارة اسعاف، تمر بسرعة البرق، موكب سيارات دبلوماسية سوداء، من الطرف الآخر من الشارع سيارة اطفاء ، شباب بزي احمر وابيض كلباس شرطي الحراسة بالقصر الملكي في لندن، يمشون وسط الجادة باصطفاف متواز كفيلق عسكري، يعزفون على آلة سكسوفون  وعلى مقدمتهم فتاة تدق الطبل. مشت مسافة من غير أن تشعر بالطريق فجأة توقفت أمام شقة شخص تعرفه. علقت نظرها على النافدة. ربما يستثير عندها رؤية كامنة كم توقفت أمامها. أي شيء توقعته هناك؟ يا إلهي مالذي جاء بي إلى هنا؟ وحتى لا يراها من نافدة. المطبخ، هرولت إلى الى مكان قريب . لم يكن يبعد عن شقته إلا بأمتار قليلة. تلهث . وكتاب يرتجف بين يديها. توقفت برهة صورة تتوحد، تشرد داخل أفكارها. تلتفت إلى مزهرية على شكل هلال فضي. توقفت طويلا تتأملها، تستعيد الماضي رغم مسافات الزمان والمكان. يفاجؤها شخص  وهمس في أذنها، سنحتفل سويا كان يعرفهامند امد بعيد. تتملص منه  تلتفت ناحيته، مجرد إيماءة سريعة، لا خصوصية لها، غير أن صمتا لطيفا لثم ابتسامتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق