الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

..... التأمــلات وغيـــاهب الليــل.... !!

هـل سافر الليل وهاجر أم أنا الذي سافرت ؟؟ .. كنت أمسك أنامل الليل في لحظة أنس حتى نادني الخيال .. فرحلت ألبي إشارات الطيف العزيز بشغف وافتنان .. فلم يمهلني الطيف لكي أوادع الليل .. ولكنه قادني إلى رياض الماضي والذكريات الجميلة .. سافرت في رحلة عمر بين حنايا الذكريات .. أرتشف كؤوس النبضات العزيزة في ماضي المسار .. وأحلق كالأثير فوق أكتاف السحاب حتى جاد ذاك المزن بنوازل الأمطار .. كانت رفقة حور بأجنحة تلازم الإخلاص في المدار .. ولكن حين عدت من عالم الخيال وجدت الليل قد ولى ويتملقني ذاك النهار .. لحظة قسوة تمثلت حين وجدت ذاتي تائهاَ وحائراَ في قفار الفجر والأنوار .. أفتقد فيها حنان الدفء كما أفتقد عناق الليل بالأحضان .. أسائل النفس في حيرة أين ألوان الهناء والعزاء وأين مباهج الأزهار والأنهار والبحار ؟!.. فتلك لحظة انتباهة قاتلة أوجدتني في سواحل الانهيار .. صحوت مذهولةأفتقد موجبات العقل والوقار .. ووجدت اليد خالية من تلك الأنامل الغضة التي كانت تعانق الأنامل بإصرار .. وضاعت معالم بسمة مشرقة وضاحة تضئ ثغراَ مثل أنوار الفنار .. لحظات روعة وجمال يا ليتها دامت العمر دون أن يتجلى عالم الحقيقة والإشهار .. وحين صحوت تمثلت أمامي رحلة الويلات من عالم الرضوان والجنان إلى عالم الحمم والشرار .. فبكيت حين علمت بأني قد صحوت وعدت لعالم الشقاء والنهار .. ويا ليتني مكثت العمر في صحبة ليل يناجيني فيه الطيف وأناجيه حتى أشبع من روعة الإبهار .. فكم يطيب لي أن أهرب من عوالم الحقيقة إلى عوالم الخيال والأفكار .. ومن العجب العجيب أن الساعة تتعجل الخطوات عند التأمل والخيال وتطول الخطوات عند الحقيقة والنهار .. والليل على العهد حين يسدل الستار بالظلام ويحجب الأسرار عن التطفل والأنظار .. فكيف هان عليه أن يتركني وحيدة في ذمة الأضواء والأشرار .. ثم أعذر الليل وأقول عفواَ أيها الليل الحبيب فإني أخطأت حين طال غيابي في رحلة الأحبة الأبرار .. وقد تماديت كثيراَ في صحبة الطيف أناجيه ويناجيني حتى نسيت لحظة الإشراق والأنوار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق