السبت، 20 ديسمبر 2014

.....حنين الطفولة....

شرد ذهنها …تلقاها بحر لا قرار له …ركبت دفة الموج وانطلقت ….راقتها زرقة البحر وانسياب حركته …
أفعمت نفسها خيوط الدفء …تتالت أمام عينيها المشاهد تترى وهي ترقب بعين منبهرة ….ولجت قصر الذكريات فاعترضتها الأحداث مهللة …عالم أسري جميل …أب مبتسم ..أم حانية وإخوة يمرحون …بينهم شد انتباهها صوت بنية صغيرة لم تتجاوز الخامسة من عمرها …كانت مرحة ، تهتز ضفائرها فتزيدها دلالا…بدت أصغر إخوتها …كانت كالفراشة خفة …تقبل الأب .. تحضن الأم وتشاكس الإخوة .
توقفت عند هذا المشهد تستمتع به ،تتمنى لو يقف الزمن فتكون هذه اللوحة آخر ابداعاته .
قلبتها الموجة بهدوء …دفعت شعرها المبلل عن وجهها…فركت عينيها …ما هذه اللوحة الجديدة ؟؟ فتاة في ريعان الشباب …هيفاء القوام ..باسمة المحيا ،علت خديها حمرة خفر ،ترفل في ثوبها الأبيض …يتوافد عليها المهنؤون ..تدعمها أم تجاوزت مرحلة الكهولة . رنت في باطنها فرحة طفولية وهي تخوض مرحلة جديدة من حياتها ..
ستصبح ربة أسرة …ستكون أما ..التفتت إلى يمينها …عمن تبحث ياترى ؟؟ هذه اللوحة منقوصة !!أين أبي ؟؟ترقرقت في عينها دمعة …رحمك الله يا أبي …لقد كنت رجلا عظيما ،أبا فاضلا وصديقا نادرا
طوقتها الأم بذراعين حانيتين …قبلت جبينها …زرعت فيها الطمأنينة وأعادت إليها البسمة المفقودة. غادرت بيت الأسرة وهي تتمزق بين الفرح والأسى …
ما أعسر أن تترك عشها الدافئ وهي آخر من كان يبعث فيه الحيوية …
ظلت الأم داعما لها …أقبل عليها أخواها يمنحانها دفقا من الحب،يملآن شعور الفراغ .
ظلت أمواج الذكريات تتواتر أمام عينيها …شريط يسير في اتجاه واحد ،يعبر محطات تبهج حينا وتؤلم آخر …كان تواجد الأم يضفي مزيدا من السعادة أو يقلص الوجع …
فجأة أصبحت صفحة البحر هادئة حد الجمود …أحست أن الماء فيها تحول آسنا وأن الدفء انقلب صقيعا…إحساس ارتد فيه البصر ظلاما وانغلقت عليها الدائرة تلاها سقوط في واقع مرير فقدت فيه الأحبة واحدا تلو الآخر وتحولت الدنيا من حولها يبابا….
شعور أسى يملأ النفس ألما لا يخففه إلا بصيص أمل في الغد …في لقاء من نوع آخر ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق