السبت، 27 ديسمبر 2014

......لحظة صمت قصيرة......








 ما بين الفجر و الشروق.. جلست هي على الكرسي الخشبي الصغير بجوار النافذة.فالجو هادئ والهواء صافٍ.جاءت نظراتها حائرة تتطلع للسماء تارة. وتتأمل الأرض والمباني تارة أخرى.وكأنها تراهم لأول مرة.أو بالأحرى ترى ولأول مرة بحياتها!!
تنهدت تنهيدة طويلة تنم عن انتظارها لتلك الجلسة الانفرادية. فمنذ فترة وهي تتمنى لحظة صمت. ولكي يحصل الإنسان على تلك اللحظة الثمينة في هذا العصر عليه أن يبتعد.. يبتعد عن كل شيء!! وأن يغلق هاتفه. الهاتف !!
نظرت لهاتفها وابتسمت بسخرية. فهاتفها لم يعد يرن. ولا تستقبل منه لا رسائل ولااتصال منه يخص العمل
إلا أنها تتمنى غلقه أو تغيِّر رقمه.فربما بإغلاقه تبدأ رحلة الهروب للحصول على لحظة صمت أخرى. أو بالأصح ستجد مبررًا لتوقف الهاتف عن الرنين !!
تذكرت كلماتها اليوم لصديقتها. لحين أخبرتها عن حاجتها للراحة والهدوء. وأخذت تفكر وتخشى أن تكون قد اانزعجت من كلامها. بسبب تلك الكلمات. فبدأت في يوميات تأنيب النفس!
فعاد الضجيج مجددًا. ضجيج يأتي من كل اتجاه. من قلبها.عقلها وضميرها فيملأ رأسها ويرهقها.
فهي فتاة لا تقدم على فعل ما إلا بعد أن تفكر مئات المرات. وبعدها تعاود لتفكر مجددًا هل كان قرارها صائبًا أم خاطئًا؟
تحسب كلماتها وتعاود التفكير في تأثير تلك الكلمات. فدومًا ما تخشى أن يساء فهمها أو أن تجرح أحدهم دون قصد.. إنها فتاة طيبة
ولكن لا بد وأن يأتي وقت في القريب العاجل لتسأل السؤال الأهم وهو
ماذا عني؟!.. من يفكر بي؟.. من يخشى أن تجرحني كلماته. ستسأل "أين أنا ؟!".. فهي فتاة قرارتها مقيدة بالخوف.. الخوف من الفشل، الخوف من نظراتهم وكلماتهم.
ولكن.. سيأتي وقت وتدرك أنهم بكل الحالات ينظرون ويتحدثون ثم يرحلون ويتركونها وحيدة ولا يعاودون التفكير بها مرة ثانية.. يتركونها فتاة بائسة لم تنجح في إرضائهم ولا في إرضاء نفسها!!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق